الكاتب رداد السلامي
الأربعاء, 18 مارس 2009 20:22
قبل سنتان فتح رئيس جامعة صنعاء كلية الشريعة والقانون لستجيل طلاب في الجامعة بجهاز الأمن القومي ، ويبدو أن الميزة التي دفعت به إلى أن يكون رئيسا لأعلى مؤسسة أكاديمية في البلاد هي أنه مخبر ، وتلك مهنته المفترضة كما يبدو .

ذات مقال قلت ان طميم طامة كبرى على التعليم في اليمن، بل وثقبا أسودا فيه ، فالرجل عين في منصب ومؤسسة حساسة ، يعول عليها في إنتاج مخرجات تعليمية حافزة للتنمية ومؤسسة لها بمتانة ، تجعلها أحد مداميك التقدم المنشود ، لكنه كان تعيينا كما يبدو وفق معايير أمنية مختلة وليس وفق معايير أكاديمية وعلمية بحتة ، فالجامعة لم تشهد تراجعا حقيقيا ملحوظا كما شهدتها في عهدة ، كما لم يتم تحديث معاملها المخبرية ، فيما بعضها أصبح ضارا بصحة الطلاب ولا يمكن ان يؤدي الى نتيجة أو تجربة علمية حقيقية .
زد على ذلك أن الجامعة تحولت أغلب أوقاتها إلى ثكنة أمنية وعسكرية لا تفتح في الطالب شهية المعرفة بقدر ما تفتح فجوة الخوف المخيفة في نفسه ، الأمر الذي يعد بمثابة إرباك عقلي للطلاب وإرهابا نفسيا ليس إلا.
القيادة السياسية للبلاد اليوم على المحك ، فعملية تعيين رئيس لجامعة صنعاء يتطلب منها معيارا وطنيا أولا وليس حزبيا ضيقا وكذا معيارا علميا وأكاديميا حقيقيا إن كانت جادة كما تردد في خطاباتها بالنهوض بالبلاد وإصلاح الأوضاع فصلاح المجتمعات من صلاح الجامعات كما قال وزير التعليم العالي الدكتور صالح باصرة ، ويبدو أن جامعة صنعاء في عهد طميم ستكون ساحة للثأر والقتل ، فعملية اقتحام قبائل همدان للجامعة بسلاحهم وبسيارات تحمل لوحات جيش كما شاهدت ذلك أنا، يدل على ان الدولة غير مهابة الجانب ، وليس لها أي قيمة وأن وجودها من كما يردد البعض من تحت ذمار وما بعدها ، بدليل أنها تقمع المظاهرات السلمية في المحافظات الجنوبية ولا تستطيع أن تردع بدويا جاء شاهرا سلاحه ليقتحم أكبر مؤسسة علمية وأكاديمية في البلاد ، مما يعني أن طميم طامة كبرى ، كما هو الحال أن النظام كذلك وما طميم إلا صناعة نظام سياسي لا يجيد تقدير الأمور ، وربما تغري مثل هذه الممارسات المسالم لأن يحذو حذو همدان وما ذلك عن النظام ببعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق