كان الفساد ينخر في أجهزة الدولة الفرنسية وكاد أن يقضي عليها, وعندما جاء شارل ديجول إلى الحكم سأل: " هل وصل الفساد إلى الجامعات" فقيل له " لا" فقال "هناك امكانية كبيرة لاصلاح الأوضاع."
حينما نتحدث عن جامعة صنعاء فإننا نتحدث عن أكبر مؤسسة علمية في اليمن ، وعندما يصل التدهور العلمي والأخلاقي والأكاديمي إلى هذه الجامعة أو أي جامعة أخرى فذلك يعني أن اليمن ومستقبل اليمنيين في خطر . والحقيقة أن هذا التدهور يحدث الآن في جامعة صنعاء وهي تعيش في أسوء أوضاعها من كافة النواحي منذ تأسيسها. وأهم الجوانب التي أدت مجتمعة إلى الوضع المتردي, هي :-
1- خلال الفترة من فبراير 2006وحتى الأن لم تعد للقيم واللوائح الأكاديمية في الجامعة أية قيمة, إذ عمل رئيس الجامعة على تغييب دور المجالس العلمية ودور نوابه ومساعديه وشل صلاحياتهم وتحويلها لشخصه. وساعده على ذلك ازاحته غالبية القيادات الأكاديمية (عمداء ورؤساء أقسام) وتعيينه قيادات أخرى وأهم معيار للتعيين هو الولاء الشخصي وتنفيذ توجيهاته دون اعتراض.
2- عمل رئيس الجامعة على توتير العلاقات المتبادلة بين أعضاء هيئة التدريس من جهة وبين الاداريين من جهة ثانية وبين الطرفين من جهة ثالثة, وقد نجح في اشغال الجميع بالصراعات الجانبية وأصبح الكل ضد الكل حتى صارت الوشاية بضاعة رائجة بمباركة الرجل الأول (رئيس الجامعة). وكل ذلك انعكس بشكل سلبي على سير العملية التعليمية.
3- عمل على إضعاف التحصيل العلمي لأبناءنا الطلاب من خلال عدة أساليب منها: تعيين أساتذة بعيداً عن تخصصاتهم الأساسية وعلى سبيل المثال لا الحصر نقل أستاذ مساعد تخصصه علوم سياسية من كلية التجارة خمر –قبل أن تصبح تابعة لجامعة عمران- إلى كلية التربية أرحب قسم التاريخ, وبعد النقل عينه رئيس لقسم التاريخ في الكلية...؟. عين أستاذ أخر تخصصه هندسة في كلية التربية أرحب...؟ وعين أخ مدير مكتبه السابق في كلية التربية المحويت وتخصصه قانون.
4- جمد عملية التطوير العلمي والأكاديمي في عدد من الكليات المهمة من خلال تعيين عمداء من خارج كلياتهم ويحملون تخصصات بعيدة عن تخصص الكلية الرئيس على الرغم من وجود أخرين متخصصين. وللدلالة على ذلك عين الدكتور ملهم الحبوري عميد لكلية الطب البشري وتخصصه صيدلة ....؟ وعين الدكتور محمد المعمري عميد لكلية الصيدلة وتخصصه كيمياء أغذية زراعية...؟ وعين الدكتور عبد الرحمن المصنف عميد لكلية التربية الرياضية وتخصصه تاريخ اسلامي...؟ وعين الدكتور مرهب الأسد عميد لكلية الحاسوب وهو من قسم العلوم السياسية بكلية التجارة., ولكن الأخير قدم استقالته, وتم تعيين الدكتورة أمة الإله حمد من كلية العلوم بدلا عنه وتخصصها ليس حاسوب أيضاً وذلك لكي يكسب مودة أختها التي تشغل منصب وزير. وعين الدكتور أحمد العجل عميد لكلية التربية المحويت وتخصصه اذاعة وتلفزيون ومؤخراً عينه عميد لكلية الاعلام . والسؤال هنا كيف سيعمل هؤلاء على تطوير المستوى العلمي لهذه الكليات وهم غير متخصصين؟. أليس هذا تدمر للتعليم؟
5- أضر كثيراً بالعملية التعليمية من خلال تشجيع اداريين مقربين منه على التدخل في صلاحيات الأكاديميين والقيام بالمهام الأكاديمية في الكليات. وعلى سبيل المثال كلف اداري بمراجعة أعمال الأقسام العلمية في احدى الكليات وهي أعمال أكاديمية صرفة. وفي كلية أخرى يقوم موظف متعاقد بمهام أكاديمية ويقوم باعداد كشوفات الخريجين ورصد درجاتهم ودرجات عدة أقسام وقد بلغ رئيس الجامعة بذلك ولم يتخذ أي اجراء...؟. ومثال أخر في كلية أخرى يقوم أشخاص غير رسميين بارتكاب مخالفات موثقة تؤثر على الجانب العلمي ويبلغ رئيس الجامعة من قبل أساتذه معروفين, وكعادته لم يتخذ أي اجراء...؟. وهناك مثال أخر في كلية أخرى يقوم رئيس الجامعة باعطاء صلاحيات لنسبه الأداري وبشكل يجعله صاحب الكلمة الأولى في غالبية الشؤن المالية والادارية بل والأكاديمية, والعميد لا يقوى على عمل شيء لأن ذلك يعني الخروج عن طاعة رئيس الجامعة.
6- عمل على اضعاف الأداء التدريسي للكثير من الاساتذة حيث انصرف هؤلاء عن النشاط العلمي وانشغلوا بمواجهة ما يمارسه رئيس الجامعة ضدهم من اساليب عقابية على ما أبدوه من ملاحظات تجاه التردي الحاصل في الجامعة, ومن تلك الاساليب: انتهاج سياسة هدفها التأثير على حالتهم النفسية. خلق تهم واهية لهم وادخالهم في تحقيقات تأخذ الكثير من أوقاتهم وتفكيرهم. تشجيع طلاب من المقربين منه وغيرهم من أصحاب السلوك السيء ضد الأساتذة, ولا يتحرج رئيس الجامعة من التدخل المباشر من منع اتخاذ أي اجراء ضد أولئك الطلبة أو الغاء العقوبات الاكاديمية التي اتخذت بحقهم. وهناك الكثير والكثير من الحالات التي تؤكد ذلك. ولم يقتصر انصراف الهيئة التدريسة عن الاهتمام العلمي في ذلك فقط بل انشغلوا في بالخصومات التي تدفع كل واحد إلى الاستقواء برئيس الجامعة ضد الأخر.
7- لم يهتم رئيس الجامعة بتوفير المتطلبات الضرورية لعملية التحصيل العلمي في الجامعة, فالمعامل تفتقر إلى الكثير من المواد والأجهزة والصيانة, وفي احدى الكليات اضطر بعض الاساتذة اعطاء الطلبة الجانب العملي في معامل مؤسسة المياة لتوفر الأجهزة والمواد فيها والتي لا تتوفر في أكبر وأهم جامعة في اليمن لديها من الموارد المالية الكثير ...؟ وهناك العديد من ابسط المتطلبات المتعلقة بالمكتبات والكليات لم يتم توفيرها, وكل ما توفر هو وعود متكررة -بعضها منذ عامين- من رئيس الجامعة. مع العلم أن الجامعة تمتلك امكانيات مادية هائلة, بيد أنها تذهب في أمور بعيدة كل البعد عن خدمة العملية التعليمية كما سيتضح لاحقاً.
8- إن أهم أولويات رئيس الجامعة ليست بالطبع البحث العلمي وتطوير العملية التعليمية في الجامعة, بل البقاء في منصبة وفرض سلطته على الجميع وخدمة مصالحه, وهي الأمور التي تستحوذ على جل اهتمامه, ويستخدم عدة اساليب لتحقيقها مثل:
أ- اقامة فعاليات شكلية عديمة الجدوى ولمجرد الدعاية الاعلامية فحسب.
ب- الاعتماد على بعض الصحف والاعلاميين في تصوير واقع الجامعة بصورة وردية توحي بنهضة علمية غير مسبوقة في هذه المؤسسة التعليمية الكبرى, وذلك طبعاً مدفوع الأجر حيث يقوم رئيس الجامعة بصرف مبالغ كبيرة بالدولار والريال, وتؤكد الوثائق أنه صرف من حساب واحد هو (النظام الموازي) بالدولار مبلغ وقدره133696$ مائة وثلاثة وثلاثين ألف وستمائة وستة وتسعين دولار لبعض الصحف( ) من غير المبالغ التي صرفها على الصحفيين. وعلى سبيل المثال لا الحصر صرف لصحيفة 12923 دولار, لأنها مدحت رئيس الجامعة وتدعو الله له بالعون لأنه يعمل بجد وإخلاص " رغم الحرب البرية والبحرية والجوية " حسب زعمها, وأن الجامعة تطورت في عهده ه ووصلت –وبفضله- الى مصاف الجامعات العالمية...؟ . وصرف لمستشاره الصحفي في ابريل ويوليو ونوفمبر في عام 2008م مبلغ وقدره 5969 دولار من حساب الموازي فقط. ويمكن الرجوع لمقالاته في صحيفة الثورة الرسمية في الصفحة الأخيرة الأكثر قراءة. وتجدر الاشارة الى أن بعض الصحف الرسمية التي كانت تنشر تحقيقات عن سؤ أوضاع الجامعة أو تنتقد سوء ادارة رئيسها, نجدها تتوقف عن نشر كل مامن شأنه اظهار مدى الخراب الذي يصيب الجامعة في عهد الادارة الحالية. وعلى سبيل المثال نشرت صحيفة الثورة تحقيقات وبعد ذلك توقفت. وقد أكد لنا بعض الصحفيين أن الأخ علي ناجي الرعوي شخصياً لم يعد يسمح بنشر مثل تلك التحقيقات في الصحيفة, ربما كرد جميل لدكتور/ خالد طميم الذي أصدر قراره رقم (773) لسنة 2008 بتعيين ضياء علي ناجي الرعوي بوظيفة معيد بكلية العلوم تحت التجربة لمدة سنتين. ثم قام باصدار قراره رقم ( 163) في 14/مارس 2009 بإيفاد المذكورة للدراسات العليا في مصر, دون اتباع أبسط الاجراءات القانونية والأكاديمية المتبعة لاصدار قرار الإيفاد.
جـ- منح امتيازات متنوعة وصرف مبالغ مالية بالريال وبالدولار لبعض الأشخاص الذين تسند اليهم مهمة متابعة أوضاع الجامعة بهدف تحييدهم أو كسب مواقفهم لصالحه (رئيس الجامعة). وقد أبلغنا الجهة المسئولة عليهم وقدمنا لها الدلائل على أنحيازهم الى رئيس الجامعة وكيف يعملون في بعض الأحيان على خدمته الخاصة والتستر عن ممارساته, لأنه يغدق عليهم بالمال والامتيازات والسفريات الخارجية التي لم يجدوها في عهد رئيس جامعة سابق. ونحن على ثقة من أن تلك الجهة المسئولة ستتخذ الاحراء المناسب بحقهم.
د- كسب بعض كبار المسؤلين في الدولة لضمان دعمهم وتأييدهم في بقائه في الجامعة أو تبؤ منصب أكبر, وحتى لو كان ذلك على حساب الجامعة والقيم واللوائح الأكاديمية. ويأتي ذلك من خلال تعيين أقاربهم في الجامعة بطريقة مخالفة للقوانين واللوائح. وهناك مسؤلين ملتحقين ببرامج الدراسات العليا في الجامعة, وقد عمل رئيس الجامعة على استرضاءهم, على حساب المعايير القانونية والأكاديمية المتبعة , وهذا أدى إلى بث استياء في الوسط الأكاديمي , عُبر عنه بهمس أو علن, بكون كبار المسؤلين فوق كل القوانين, وكان بالأحرى برئيس الجامعة إتباع القوانين المتبعة بما يعزز انظباط كبار المسؤلين بتلك القوانين قبل غيرهم.
هـ- الايحاء المباشر وغير المباشر للكثير في الجامعة وخاصة من المؤتمريين بانه قوي ويحضى بدعم خاص من قبل فخامة الرئيس حفظه الله , وفي كثير من الاحيان يبرر مخالفات قام بها بقوله: " هذا من فوق " " هذا من الفندم" " ما اعمل لكم هذا مش من عندي هذا جاء من احمد علي" "هذه توجيهات الامن القومي", وهو في الغالب يذكر شخصيات قريبة من الرئيس مثل طارق, عمار, علي محسن.... إلخ على أساس أنه تواصل مع أحدهم, أو اتفق معه, أو أن أحدهم اتصل به, وكل هذا بدون مناسبة في أغلب الاحيان والهدف الايحاء لمستمعيه بأن علاقته أكثر من حميمة مع هذه الشخصيات المقربة من الرئيس حفظه الله.
ونحن على يقين ان ذلك الكلام غير صحيح, بيد أن الكثير وللأسف الشديد يصدقون ذلك, وينجح رئيس الجامعة في اسكات المؤتمريون ووقف أي تحرك ازاء ممارساته واخطائه الجسيمة. خاصة وقد ضمن عدم التحرك ضده من قبل أعضاء هيئة التدريس من أحزاب المعارضة, مقابل منح ممثلي بعض تلك الأحزاب امتيازات شخصية لهم وحزبية لأحزابهم في الجامعة على حساب المؤتمر.
9- نهب اموال الجامعة والعبث بها وبمصادرها المختلفة (الاعتمادات المركزية الحكومية- ايرادات النظام الموازي, دولار + ريال - ايرادات التعليم عن بعد, دولار- الرسوم والانشطة, ريال –ايرادات الدراسات العليا وغيرها من الموارد بالدولار والريال) ( ) وعدم تسخيرها لخدمة العملبة التعليمية. وف هذا الاتجاه قام بحرمان الكليات من حصصها المالية المنصوص عليها في اللائحة سوى النذر اليسير الذي يحفظ ماء الوجه, وأيضاً يقوم بمماطلة اعضاء هيئة التدريس وموظفين الجامعة من مستحقاتهم القانونية - رغم ظآلتها- الأمر الذي شل العملية التعليمية في الاقسام العلمية والكليات وسنكتفي هنا بالاشارة الى عينات من مورد واحد من موارد الجامعة وهو مورد النظام الموازي بالدولار. ونود الاشارة الى أن الأرقام والمعلومات المالية الواردة في هذا التقرير تم تجميعها بجهد كبير من مئات الصفحات (الوثائق) التي تمكنا من الحصول عليها - بعد عناء دام أشهر- رغم السرية التي تحيط هذا الملف والمفروضة من قبل رئيس الجامعة ومسؤلي هذا الحساب. ونود التنويه أيضاً أننا نمتلك الوثائق التي تبين كل ما صرف من الموازي حتى 17/8/2009, ولمن صرفت تلك الأموال والمعلومات تحتاج لعشرات الصفحات, وتحاشياً للاطالة سنورد جزء من تلك المعلومات من خلال الأتي :-
بلغت ايرادات هذا الحساب في عهد رئيس الجامعة الحالي وحتى تاريخ 17/8/2009م اثنا عشر مليون ومائتين وثمانية ألف وأربع مائة واثنان وعشرون دولار أمريكي. وبحسب اللائحة فإن 50% هي النسبة المستحقة للكليات. وكون كليات: الطب والأسنان والصيدلة والهندسة قد ساهمت بأكثر من 85% من الايرادات, وتقدر حصتها بأكثر من خمسة ملايين دولار ومع ذلك فإن كل ماحصلت عليه تلك الكليات - وبصعوبة بالغة- هو ثمان مائة وتسعة وتسعين ألف وأربع مائة وواحد وخمسين دولار( 899451), موزعة على النحو التالي: 218646$ للطب, و 129454$ لطب الأسنان, و 221922$ للصيدلة, و 329429$ للهندسة. فيما بلغ ما تم صرفه لبقية الكليات والمراكز في الجامعة مبلغ 471416$ , وبذلك فإن إجمالي ما تم انفاقه على العملية التعليمية والعلمية في الجامعة بلغ 1370867$ , أي ما نسبته 11,23% من إجمالي إيرادات النظام الموازي- دولار. وبقية المبلغ وهو (10837555$ ) أصبح تحت تصرف رئيس الجامعة يتصرف فيه كيفما يشاء, وبعيداً عن خدمة العملية التعليمية في الكليات والمراكز. ولدينا الوثائق الدامغة على ذلك وسنقدمها للجهات المختصة لتتخذ الإجراءت القانونية بحق من نهب أموال الجامعة. وما يهمنا هنا هو أن الدلائل السابقة تؤكد بجلاء أن رئيس الجامعة لم يفكر في التعليم وتطوير الجامعة, بل فكر في أمور أخرى أهمها تحقيق مصالحه والحفاظ على منصبه, واستخدام هذه الأموال كوسيلة من الوسائل في تحقيق أهدافه.
وزيادة في التأكيد على أن هذه الشخصية التي تدير الجامعة منذ فبراير 2006م وحتى الآن, لم يكن في اهتماماتها التعليم وتطوير العملية التعليمية والعلمية, سنورد بعض الدلائل الموثقة, وذلك على النحو التالي:-
- صرف على الصحف من حساب الموازي- دولار فقط, مبلغ 133696$, وصرف على مركز تطوير التعليم مبلغ 18667$ أي ما نسبته 13,86% فقط . والأكثر من ذلك أن اجمالي ما صرف على الصحف يفوق ما انفقه على كلية العلوم التي هي في أمس الحاجة –كبقية الكليات العلمية- الى المعامل والأجهزة والمواد المعملية, فالمبلغ الذي صرف للعلوم هو 97984$. والمبلغ الذي صرف للصحف يفوق أيضاً المبلغ الذي صرف لأربع كليات هي: كلية الزراعة ومركز أبحاثها( 19270$) كلية التربية (52909$) كلية الاعلام (31500$) كلية الأداب (15830$).
- صرف على وجبات غداء في المطاعم مبالغ كبيرة, فعلى سبيل المثال صرف لمطعم الشيباني في 2/6/2008 شيك بمبلغ 10686$ وأخر في 24/3 بمبلغ 4910$ , وصرف في العام الذي قبله ثلاثة شيكات بقيمة 12513$, أي أن المبلغ الذي صرف لمطعم الشيباني هو 28109$ , هذا إضافة إلى مبالغ أخرى صرفت على مطعم الشيباني نفسه, ومطاعم أخرى. والذي يهمنا هنا هو أن ذلك المبلغ كان أكبر من المبلغ الذي صرف لمركز الارشاد التربوي خلال أربع سنوات (وهو 24150), وهو أكبر أيضاً أكبر من ما أنفق على مركز تطوير التعليم (18667$), وأكبر من المبلغ الذي أنفق على البحث العلمي مثلا في مركز أبحاث النوع بكلية الزراعة ( 19270$).
- صرف شيكات بمبلغ 201004$ خلال أقل من عام –من أغسطس 2008 إلى يوليو 2009م, ثلاثة شيكات لمكتب فتح الهندسي بمبلغ 104052$ , وشيك لمكتب الاشتشاريون العرب بقيمة 48476$ , وشيك لمكتب المهندسون الاستشاريون بقيمة 48476$ . والسؤال هو هل قدم أولئك خدماتهم للجامعة فعلاً, أم قدموها للدكتور خالد طميم ؟ وفي حالة قدمت تلك الخدمات للجامعة, لماذا لم يتم الاستعانة بالمركز الاستشاري الهندسي في كلية الهندسة والذي يعد الأول على مستوى اليمن كونه يظم خبرات علمية هندسية لكبار أساتذة وعلماء الهندسة في اليمن, فذلك بالتأكيد لن يكلف أقل من ربع ذلك المبلغ. والسؤال الأخر هنا هو هل رئيس الجامعة يعمل على تطوير الجامعة وهو يصرف قرابة ربع مليون دولار لتلك المكاتب في أقل من عام؟ بينما يصرف على كلية الهندسة بمركزها الهندسي الاستشاري وبكل أقسامها العلمية المختلفة, في ثلاثة أعوام (2006- 2007- 2008م ) مبلغ وقدره 221162$ , أي بزيادة 20158$ فقط عن المبلغ المقدم للمكاتب الهندسية في أقل من عام ؟
- صرف في عام كامل ( 2007م) على كلية طب الاسنان 6454$ وعلى كلية العلوم 6000$ و صرف على كلية الزراعة 4040$ أي أنه صرف على تلك الكليات التي تفتقر إلى أبسط المتطلبات المعملية 16494$ . وفي نفس العام صرف على مطعم الشيباني وفندق تاج سبأ فقط مبلغ 18564$.
- هناك العديد والعديد من الأمثلة الدالة على أن رئيس الجامعة دمر البنية التحتية للكليات والمراكز, لأن عملية تطوير وبناء قدرات الجامعة لم تكن في أولوياته, ولذلك لم يوفر حتى أبسط المتطلبات للكليات والمراكز, وحتى المعامل التي يطبق فيها الطلاب تعليمهم أصبحت شبه مدمرة - وقد أشرنا إلى ذلك في صفحة رقم (2) – بل وصل الأمر في عدد من الكليات العلمية, كالعلوم والصيدلة إلى أن الطلاب يتحملون ثمن مواد معملية, وفي بعض الأحيان يضطر بعض الأساتذة الى شراء بعض المواد الكيميائية ليتمكنوا من تعليم طلابهم.
تلك بعض أوجه الصرف لجزء يسير من ايرادات حساب النظام الموازي, أما الجزء الأكبر فذهب في جيوب البعض وفي أمور بعيدة كما أسلفنا. وصل الاستهتار برئيس الجامعة إلى صرف مبالغ بالدولار تحت بند مجاملة لصحفيين وأناس (ذكور وإناث) من خارج الجامعة. هذا في الوقت الذي يحرم منها الكثيرين من الاساتذة والاداريين الذين هم في أمس الحاجة إلى أي مساعدة. صحيح أن هناك مبالغ قد صرفت لأشخاص في الجامعة ولكنها صرفت في معظمها للمقربين والمنتفعين منه أمثال مدير مكتبه وأقاربه, وسائقه, وعديله( ), وغيرهم من الإداريين. أما على مستوى أعضاء هيئة التدريس فلن نسمي وانما سنكتفي بالقول أن رئيس الجامعة سعى إلى كسب ود الأساتذة الأوائل والذين ما زالت لهم مكانة في الدولة, وقد صرف لأحدهم على سبيل المثال أربع شيكات بقيمة 11406$ , وصرف لأخر شيك بمبلغ 3965$. وصرف لأساتذة نقابيين أيضاً مبالغ لم يصرفها لغيرهم من أعضاء هيئة التدريس, فعلى سبيل المثال صرف لأحدهم شيك بقيمة 3150$ , وصرف لأخر شيكين بمبلغ 4102$.
10- هناك العديد من المخالفات التي انعكست سلبا على الوضع الاكاديمي والعلمي بالجامعة, وتحاشيا للاطالة سنشيرالى أبرز الانطباعات التي ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال عن انجازات هذه الشخصية, وذلك من خلال التالي:-
• اول رئيس لجامعة صنعاء يعمل على تدميرها .
• اول رئيس جامعة يفقد مصداقيته بسبب كذبه ومماطلته في كل شي، وعادته بكتابة اوامر صريحة ويعقبها اتصالا بالمدير أوالموظف المختص بعدم تنفذها.
• أول رئيس جامعة يسيىء إلى جامعته لعدم تفعيله الاتفاقيات التي وقعها باسم جامعة صنعاء مع العديد من الجامعات الأقلمية والدولية. وقد أظهرت بعض تلك الجامعات استيائها بوضوح, خاصة بعد تجاهل رئيس الجامعة لها وعدم تكليف نفسه حتى بالاعتذار.
• أول رئيس جامعة يسافر أكثر من وزير خارجية بلاده إلى الخارج. وياليت تلك السفريات الكثيرة جداً قد عادت بالفائدة على الوطن كما هو حال سفريات وزير الخارجية, بل ان سفريات رئيس الجامعة لم تثمر عن شيىء سوى العبث بالمال العام.
• اول رئيس جامعة يلغي صلاحيات الامانة العامة الادارية والمالية ويسحب الختم الرسمي الى مكتبه. ويدخل توقيعه على شيكات نيابة الدراسات العليا وغيرها من المراكز.
• اول رئيس جامعة يستخدم الاعراف والمفاهيم القبلية في التعامل مع الاخر وفي حل القضايا الاكاديمية, وبطريقة حتى تسيء لتلك الأعراف والمفاهيم. فعلى سبيل المثال يأكد التزامه بعمل كذا وكذا من خلال قوله: " في وجهي" (ويضع سبابته في خده), ويأكد لمن طلبه شيء أن طلبه مجاب بقوله: " عليت ياذاك " (ويضع يده في كتفه الأيمن) وبعد ذلك لا يلتزم بأي شيء. فلا التزم بالأعراف والقوانين الأكاديمية, ولا بالأعرف أو التقاليد المجتمعية الشعبية بما تحمله من قيم.
• اول رئيس جامعة يسئ الى رموز الدولة ويقدمهم بشكل يسيء إليهم في تصرفاته وتجاوزاته من خلال الاستدلال بشخصهم, وبعلاقته بهم.
• أول رئيس جامعة يتقمص شخصية زعامية تظفي على نفسها هالة من النفوذ المتكلف لما يتمتع به من مناعة وما يحيط نفسه من حراسة من العسكريين والمدنيين (جندي بزي رسمي, وثلاثة بزي مدني) الذين يشكلون دائرة دون الاقتراب منه والتهكم على من يحاول ايقافه من زملائه أو غيرهم للحديث معه واستخدام العنف ضد من يتخطى أفراد الحراسة حتى للسلام. واستكمال هذه الأبهة باخراج النائب الأكاديمي من مكتبه وملاحقه وضمهم الى مكتبه ليصبح أكبر مكتب لرئيس جامعة منذ تأسيس المبنى, وعلى من يريد مقابلته أن يمر بأكثر من محطة توقف (انتظار) عبر المكاتب التي يؤدي كل منها للأخر فيما يشبه المتاهات, ربما لإختتيار مدى احتمال الزائر للضغوطات النفسية قبل أن يتشرف بمقابلة صاحب السعادة رئيس الجامعة. هذا ان تمت المقابلة لأنه في الغالب يكون قد خرج من الباب الخلفي.
• أول رئيس جامعة يداوم كل يوم في الفترة المسائية دون أن يكون لذلك الدوام أية فائدة تنعكس على التعليم وخدمة الجامعة سوى تبذير الأموال لتي تصرف له ولعدد كبير من موظفيه ومرافقيه كأضافي ومأكولات ومشروبات وغيرها.
• أول رئيس جامعة يسيء لحملة الدكتوراه من الأكاديميين, بسبب سوء ادارته وعبثه بالمال العام وسلوكياته المنافية للسلوك والقيم الأخلاقية والأكاديمية.
• أول رئيس جامعة يجعل من سائقه شخصية تتمتع بثقل وتأثير وبنفوذ داخل الوسط الجامعي وعلى كل المستويات: المالية والادارية والأكاديمية. ولعل ذلك هو ما دفع الكثير تسميته بالأستاذ الدكتور ناصر الذيفاني (السائق).
1- خلال الفترة من فبراير 2006وحتى الأن لم تعد للقيم واللوائح الأكاديمية في الجامعة أية قيمة, إذ عمل رئيس الجامعة على تغييب دور المجالس العلمية ودور نوابه ومساعديه وشل صلاحياتهم وتحويلها لشخصه. وساعده على ذلك ازاحته غالبية القيادات الأكاديمية (عمداء ورؤساء أقسام) وتعيينه قيادات أخرى وأهم معيار للتعيين هو الولاء الشخصي وتنفيذ توجيهاته دون اعتراض.
2- عمل رئيس الجامعة على توتير العلاقات المتبادلة بين أعضاء هيئة التدريس من جهة وبين الاداريين من جهة ثانية وبين الطرفين من جهة ثالثة, وقد نجح في اشغال الجميع بالصراعات الجانبية وأصبح الكل ضد الكل حتى صارت الوشاية بضاعة رائجة بمباركة الرجل الأول (رئيس الجامعة). وكل ذلك انعكس بشكل سلبي على سير العملية التعليمية.
3- عمل على إضعاف التحصيل العلمي لأبناءنا الطلاب من خلال عدة أساليب منها: تعيين أساتذة بعيداً عن تخصصاتهم الأساسية وعلى سبيل المثال لا الحصر نقل أستاذ مساعد تخصصه علوم سياسية من كلية التجارة خمر –قبل أن تصبح تابعة لجامعة عمران- إلى كلية التربية أرحب قسم التاريخ, وبعد النقل عينه رئيس لقسم التاريخ في الكلية...؟. عين أستاذ أخر تخصصه هندسة في كلية التربية أرحب...؟ وعين أخ مدير مكتبه السابق في كلية التربية المحويت وتخصصه قانون.
4- جمد عملية التطوير العلمي والأكاديمي في عدد من الكليات المهمة من خلال تعيين عمداء من خارج كلياتهم ويحملون تخصصات بعيدة عن تخصص الكلية الرئيس على الرغم من وجود أخرين متخصصين. وللدلالة على ذلك عين الدكتور ملهم الحبوري عميد لكلية الطب البشري وتخصصه صيدلة ....؟ وعين الدكتور محمد المعمري عميد لكلية الصيدلة وتخصصه كيمياء أغذية زراعية...؟ وعين الدكتور عبد الرحمن المصنف عميد لكلية التربية الرياضية وتخصصه تاريخ اسلامي...؟ وعين الدكتور مرهب الأسد عميد لكلية الحاسوب وهو من قسم العلوم السياسية بكلية التجارة., ولكن الأخير قدم استقالته, وتم تعيين الدكتورة أمة الإله حمد من كلية العلوم بدلا عنه وتخصصها ليس حاسوب أيضاً وذلك لكي يكسب مودة أختها التي تشغل منصب وزير. وعين الدكتور أحمد العجل عميد لكلية التربية المحويت وتخصصه اذاعة وتلفزيون ومؤخراً عينه عميد لكلية الاعلام . والسؤال هنا كيف سيعمل هؤلاء على تطوير المستوى العلمي لهذه الكليات وهم غير متخصصين؟. أليس هذا تدمر للتعليم؟
5- أضر كثيراً بالعملية التعليمية من خلال تشجيع اداريين مقربين منه على التدخل في صلاحيات الأكاديميين والقيام بالمهام الأكاديمية في الكليات. وعلى سبيل المثال كلف اداري بمراجعة أعمال الأقسام العلمية في احدى الكليات وهي أعمال أكاديمية صرفة. وفي كلية أخرى يقوم موظف متعاقد بمهام أكاديمية ويقوم باعداد كشوفات الخريجين ورصد درجاتهم ودرجات عدة أقسام وقد بلغ رئيس الجامعة بذلك ولم يتخذ أي اجراء...؟. ومثال أخر في كلية أخرى يقوم أشخاص غير رسميين بارتكاب مخالفات موثقة تؤثر على الجانب العلمي ويبلغ رئيس الجامعة من قبل أساتذه معروفين, وكعادته لم يتخذ أي اجراء...؟. وهناك مثال أخر في كلية أخرى يقوم رئيس الجامعة باعطاء صلاحيات لنسبه الأداري وبشكل يجعله صاحب الكلمة الأولى في غالبية الشؤن المالية والادارية بل والأكاديمية, والعميد لا يقوى على عمل شيء لأن ذلك يعني الخروج عن طاعة رئيس الجامعة.
6- عمل على اضعاف الأداء التدريسي للكثير من الاساتذة حيث انصرف هؤلاء عن النشاط العلمي وانشغلوا بمواجهة ما يمارسه رئيس الجامعة ضدهم من اساليب عقابية على ما أبدوه من ملاحظات تجاه التردي الحاصل في الجامعة, ومن تلك الاساليب: انتهاج سياسة هدفها التأثير على حالتهم النفسية. خلق تهم واهية لهم وادخالهم في تحقيقات تأخذ الكثير من أوقاتهم وتفكيرهم. تشجيع طلاب من المقربين منه وغيرهم من أصحاب السلوك السيء ضد الأساتذة, ولا يتحرج رئيس الجامعة من التدخل المباشر من منع اتخاذ أي اجراء ضد أولئك الطلبة أو الغاء العقوبات الاكاديمية التي اتخذت بحقهم. وهناك الكثير والكثير من الحالات التي تؤكد ذلك. ولم يقتصر انصراف الهيئة التدريسة عن الاهتمام العلمي في ذلك فقط بل انشغلوا في بالخصومات التي تدفع كل واحد إلى الاستقواء برئيس الجامعة ضد الأخر.
7- لم يهتم رئيس الجامعة بتوفير المتطلبات الضرورية لعملية التحصيل العلمي في الجامعة, فالمعامل تفتقر إلى الكثير من المواد والأجهزة والصيانة, وفي احدى الكليات اضطر بعض الاساتذة اعطاء الطلبة الجانب العملي في معامل مؤسسة المياة لتوفر الأجهزة والمواد فيها والتي لا تتوفر في أكبر وأهم جامعة في اليمن لديها من الموارد المالية الكثير ...؟ وهناك العديد من ابسط المتطلبات المتعلقة بالمكتبات والكليات لم يتم توفيرها, وكل ما توفر هو وعود متكررة -بعضها منذ عامين- من رئيس الجامعة. مع العلم أن الجامعة تمتلك امكانيات مادية هائلة, بيد أنها تذهب في أمور بعيدة كل البعد عن خدمة العملية التعليمية كما سيتضح لاحقاً.
8- إن أهم أولويات رئيس الجامعة ليست بالطبع البحث العلمي وتطوير العملية التعليمية في الجامعة, بل البقاء في منصبة وفرض سلطته على الجميع وخدمة مصالحه, وهي الأمور التي تستحوذ على جل اهتمامه, ويستخدم عدة اساليب لتحقيقها مثل:
أ- اقامة فعاليات شكلية عديمة الجدوى ولمجرد الدعاية الاعلامية فحسب.
ب- الاعتماد على بعض الصحف والاعلاميين في تصوير واقع الجامعة بصورة وردية توحي بنهضة علمية غير مسبوقة في هذه المؤسسة التعليمية الكبرى, وذلك طبعاً مدفوع الأجر حيث يقوم رئيس الجامعة بصرف مبالغ كبيرة بالدولار والريال, وتؤكد الوثائق أنه صرف من حساب واحد هو (النظام الموازي) بالدولار مبلغ وقدره133696$ مائة وثلاثة وثلاثين ألف وستمائة وستة وتسعين دولار لبعض الصحف( ) من غير المبالغ التي صرفها على الصحفيين. وعلى سبيل المثال لا الحصر صرف لصحيفة 12923 دولار, لأنها مدحت رئيس الجامعة وتدعو الله له بالعون لأنه يعمل بجد وإخلاص " رغم الحرب البرية والبحرية والجوية " حسب زعمها, وأن الجامعة تطورت في عهده ه ووصلت –وبفضله- الى مصاف الجامعات العالمية...؟ . وصرف لمستشاره الصحفي في ابريل ويوليو ونوفمبر في عام 2008م مبلغ وقدره 5969 دولار من حساب الموازي فقط. ويمكن الرجوع لمقالاته في صحيفة الثورة الرسمية في الصفحة الأخيرة الأكثر قراءة. وتجدر الاشارة الى أن بعض الصحف الرسمية التي كانت تنشر تحقيقات عن سؤ أوضاع الجامعة أو تنتقد سوء ادارة رئيسها, نجدها تتوقف عن نشر كل مامن شأنه اظهار مدى الخراب الذي يصيب الجامعة في عهد الادارة الحالية. وعلى سبيل المثال نشرت صحيفة الثورة تحقيقات وبعد ذلك توقفت. وقد أكد لنا بعض الصحفيين أن الأخ علي ناجي الرعوي شخصياً لم يعد يسمح بنشر مثل تلك التحقيقات في الصحيفة, ربما كرد جميل لدكتور/ خالد طميم الذي أصدر قراره رقم (773) لسنة 2008 بتعيين ضياء علي ناجي الرعوي بوظيفة معيد بكلية العلوم تحت التجربة لمدة سنتين. ثم قام باصدار قراره رقم ( 163) في 14/مارس 2009 بإيفاد المذكورة للدراسات العليا في مصر, دون اتباع أبسط الاجراءات القانونية والأكاديمية المتبعة لاصدار قرار الإيفاد.
جـ- منح امتيازات متنوعة وصرف مبالغ مالية بالريال وبالدولار لبعض الأشخاص الذين تسند اليهم مهمة متابعة أوضاع الجامعة بهدف تحييدهم أو كسب مواقفهم لصالحه (رئيس الجامعة). وقد أبلغنا الجهة المسئولة عليهم وقدمنا لها الدلائل على أنحيازهم الى رئيس الجامعة وكيف يعملون في بعض الأحيان على خدمته الخاصة والتستر عن ممارساته, لأنه يغدق عليهم بالمال والامتيازات والسفريات الخارجية التي لم يجدوها في عهد رئيس جامعة سابق. ونحن على ثقة من أن تلك الجهة المسئولة ستتخذ الاحراء المناسب بحقهم.
د- كسب بعض كبار المسؤلين في الدولة لضمان دعمهم وتأييدهم في بقائه في الجامعة أو تبؤ منصب أكبر, وحتى لو كان ذلك على حساب الجامعة والقيم واللوائح الأكاديمية. ويأتي ذلك من خلال تعيين أقاربهم في الجامعة بطريقة مخالفة للقوانين واللوائح. وهناك مسؤلين ملتحقين ببرامج الدراسات العليا في الجامعة, وقد عمل رئيس الجامعة على استرضاءهم, على حساب المعايير القانونية والأكاديمية المتبعة , وهذا أدى إلى بث استياء في الوسط الأكاديمي , عُبر عنه بهمس أو علن, بكون كبار المسؤلين فوق كل القوانين, وكان بالأحرى برئيس الجامعة إتباع القوانين المتبعة بما يعزز انظباط كبار المسؤلين بتلك القوانين قبل غيرهم.
هـ- الايحاء المباشر وغير المباشر للكثير في الجامعة وخاصة من المؤتمريين بانه قوي ويحضى بدعم خاص من قبل فخامة الرئيس حفظه الله , وفي كثير من الاحيان يبرر مخالفات قام بها بقوله: " هذا من فوق " " هذا من الفندم" " ما اعمل لكم هذا مش من عندي هذا جاء من احمد علي" "هذه توجيهات الامن القومي", وهو في الغالب يذكر شخصيات قريبة من الرئيس مثل طارق, عمار, علي محسن.... إلخ على أساس أنه تواصل مع أحدهم, أو اتفق معه, أو أن أحدهم اتصل به, وكل هذا بدون مناسبة في أغلب الاحيان والهدف الايحاء لمستمعيه بأن علاقته أكثر من حميمة مع هذه الشخصيات المقربة من الرئيس حفظه الله.
ونحن على يقين ان ذلك الكلام غير صحيح, بيد أن الكثير وللأسف الشديد يصدقون ذلك, وينجح رئيس الجامعة في اسكات المؤتمريون ووقف أي تحرك ازاء ممارساته واخطائه الجسيمة. خاصة وقد ضمن عدم التحرك ضده من قبل أعضاء هيئة التدريس من أحزاب المعارضة, مقابل منح ممثلي بعض تلك الأحزاب امتيازات شخصية لهم وحزبية لأحزابهم في الجامعة على حساب المؤتمر.
9- نهب اموال الجامعة والعبث بها وبمصادرها المختلفة (الاعتمادات المركزية الحكومية- ايرادات النظام الموازي, دولار + ريال - ايرادات التعليم عن بعد, دولار- الرسوم والانشطة, ريال –ايرادات الدراسات العليا وغيرها من الموارد بالدولار والريال) ( ) وعدم تسخيرها لخدمة العملبة التعليمية. وف هذا الاتجاه قام بحرمان الكليات من حصصها المالية المنصوص عليها في اللائحة سوى النذر اليسير الذي يحفظ ماء الوجه, وأيضاً يقوم بمماطلة اعضاء هيئة التدريس وموظفين الجامعة من مستحقاتهم القانونية - رغم ظآلتها- الأمر الذي شل العملية التعليمية في الاقسام العلمية والكليات وسنكتفي هنا بالاشارة الى عينات من مورد واحد من موارد الجامعة وهو مورد النظام الموازي بالدولار. ونود الاشارة الى أن الأرقام والمعلومات المالية الواردة في هذا التقرير تم تجميعها بجهد كبير من مئات الصفحات (الوثائق) التي تمكنا من الحصول عليها - بعد عناء دام أشهر- رغم السرية التي تحيط هذا الملف والمفروضة من قبل رئيس الجامعة ومسؤلي هذا الحساب. ونود التنويه أيضاً أننا نمتلك الوثائق التي تبين كل ما صرف من الموازي حتى 17/8/2009, ولمن صرفت تلك الأموال والمعلومات تحتاج لعشرات الصفحات, وتحاشياً للاطالة سنورد جزء من تلك المعلومات من خلال الأتي :-
بلغت ايرادات هذا الحساب في عهد رئيس الجامعة الحالي وحتى تاريخ 17/8/2009م اثنا عشر مليون ومائتين وثمانية ألف وأربع مائة واثنان وعشرون دولار أمريكي. وبحسب اللائحة فإن 50% هي النسبة المستحقة للكليات. وكون كليات: الطب والأسنان والصيدلة والهندسة قد ساهمت بأكثر من 85% من الايرادات, وتقدر حصتها بأكثر من خمسة ملايين دولار ومع ذلك فإن كل ماحصلت عليه تلك الكليات - وبصعوبة بالغة- هو ثمان مائة وتسعة وتسعين ألف وأربع مائة وواحد وخمسين دولار( 899451), موزعة على النحو التالي: 218646$ للطب, و 129454$ لطب الأسنان, و 221922$ للصيدلة, و 329429$ للهندسة. فيما بلغ ما تم صرفه لبقية الكليات والمراكز في الجامعة مبلغ 471416$ , وبذلك فإن إجمالي ما تم انفاقه على العملية التعليمية والعلمية في الجامعة بلغ 1370867$ , أي ما نسبته 11,23% من إجمالي إيرادات النظام الموازي- دولار. وبقية المبلغ وهو (10837555$ ) أصبح تحت تصرف رئيس الجامعة يتصرف فيه كيفما يشاء, وبعيداً عن خدمة العملية التعليمية في الكليات والمراكز. ولدينا الوثائق الدامغة على ذلك وسنقدمها للجهات المختصة لتتخذ الإجراءت القانونية بحق من نهب أموال الجامعة. وما يهمنا هنا هو أن الدلائل السابقة تؤكد بجلاء أن رئيس الجامعة لم يفكر في التعليم وتطوير الجامعة, بل فكر في أمور أخرى أهمها تحقيق مصالحه والحفاظ على منصبه, واستخدام هذه الأموال كوسيلة من الوسائل في تحقيق أهدافه.
وزيادة في التأكيد على أن هذه الشخصية التي تدير الجامعة منذ فبراير 2006م وحتى الآن, لم يكن في اهتماماتها التعليم وتطوير العملية التعليمية والعلمية, سنورد بعض الدلائل الموثقة, وذلك على النحو التالي:-
- صرف على الصحف من حساب الموازي- دولار فقط, مبلغ 133696$, وصرف على مركز تطوير التعليم مبلغ 18667$ أي ما نسبته 13,86% فقط . والأكثر من ذلك أن اجمالي ما صرف على الصحف يفوق ما انفقه على كلية العلوم التي هي في أمس الحاجة –كبقية الكليات العلمية- الى المعامل والأجهزة والمواد المعملية, فالمبلغ الذي صرف للعلوم هو 97984$. والمبلغ الذي صرف للصحف يفوق أيضاً المبلغ الذي صرف لأربع كليات هي: كلية الزراعة ومركز أبحاثها( 19270$) كلية التربية (52909$) كلية الاعلام (31500$) كلية الأداب (15830$).
- صرف على وجبات غداء في المطاعم مبالغ كبيرة, فعلى سبيل المثال صرف لمطعم الشيباني في 2/6/2008 شيك بمبلغ 10686$ وأخر في 24/3 بمبلغ 4910$ , وصرف في العام الذي قبله ثلاثة شيكات بقيمة 12513$, أي أن المبلغ الذي صرف لمطعم الشيباني هو 28109$ , هذا إضافة إلى مبالغ أخرى صرفت على مطعم الشيباني نفسه, ومطاعم أخرى. والذي يهمنا هنا هو أن ذلك المبلغ كان أكبر من المبلغ الذي صرف لمركز الارشاد التربوي خلال أربع سنوات (وهو 24150), وهو أكبر أيضاً أكبر من ما أنفق على مركز تطوير التعليم (18667$), وأكبر من المبلغ الذي أنفق على البحث العلمي مثلا في مركز أبحاث النوع بكلية الزراعة ( 19270$).
- صرف شيكات بمبلغ 201004$ خلال أقل من عام –من أغسطس 2008 إلى يوليو 2009م, ثلاثة شيكات لمكتب فتح الهندسي بمبلغ 104052$ , وشيك لمكتب الاشتشاريون العرب بقيمة 48476$ , وشيك لمكتب المهندسون الاستشاريون بقيمة 48476$ . والسؤال هو هل قدم أولئك خدماتهم للجامعة فعلاً, أم قدموها للدكتور خالد طميم ؟ وفي حالة قدمت تلك الخدمات للجامعة, لماذا لم يتم الاستعانة بالمركز الاستشاري الهندسي في كلية الهندسة والذي يعد الأول على مستوى اليمن كونه يظم خبرات علمية هندسية لكبار أساتذة وعلماء الهندسة في اليمن, فذلك بالتأكيد لن يكلف أقل من ربع ذلك المبلغ. والسؤال الأخر هنا هو هل رئيس الجامعة يعمل على تطوير الجامعة وهو يصرف قرابة ربع مليون دولار لتلك المكاتب في أقل من عام؟ بينما يصرف على كلية الهندسة بمركزها الهندسي الاستشاري وبكل أقسامها العلمية المختلفة, في ثلاثة أعوام (2006- 2007- 2008م ) مبلغ وقدره 221162$ , أي بزيادة 20158$ فقط عن المبلغ المقدم للمكاتب الهندسية في أقل من عام ؟
- صرف في عام كامل ( 2007م) على كلية طب الاسنان 6454$ وعلى كلية العلوم 6000$ و صرف على كلية الزراعة 4040$ أي أنه صرف على تلك الكليات التي تفتقر إلى أبسط المتطلبات المعملية 16494$ . وفي نفس العام صرف على مطعم الشيباني وفندق تاج سبأ فقط مبلغ 18564$.
- هناك العديد والعديد من الأمثلة الدالة على أن رئيس الجامعة دمر البنية التحتية للكليات والمراكز, لأن عملية تطوير وبناء قدرات الجامعة لم تكن في أولوياته, ولذلك لم يوفر حتى أبسط المتطلبات للكليات والمراكز, وحتى المعامل التي يطبق فيها الطلاب تعليمهم أصبحت شبه مدمرة - وقد أشرنا إلى ذلك في صفحة رقم (2) – بل وصل الأمر في عدد من الكليات العلمية, كالعلوم والصيدلة إلى أن الطلاب يتحملون ثمن مواد معملية, وفي بعض الأحيان يضطر بعض الأساتذة الى شراء بعض المواد الكيميائية ليتمكنوا من تعليم طلابهم.
تلك بعض أوجه الصرف لجزء يسير من ايرادات حساب النظام الموازي, أما الجزء الأكبر فذهب في جيوب البعض وفي أمور بعيدة كما أسلفنا. وصل الاستهتار برئيس الجامعة إلى صرف مبالغ بالدولار تحت بند مجاملة لصحفيين وأناس (ذكور وإناث) من خارج الجامعة. هذا في الوقت الذي يحرم منها الكثيرين من الاساتذة والاداريين الذين هم في أمس الحاجة إلى أي مساعدة. صحيح أن هناك مبالغ قد صرفت لأشخاص في الجامعة ولكنها صرفت في معظمها للمقربين والمنتفعين منه أمثال مدير مكتبه وأقاربه, وسائقه, وعديله( ), وغيرهم من الإداريين. أما على مستوى أعضاء هيئة التدريس فلن نسمي وانما سنكتفي بالقول أن رئيس الجامعة سعى إلى كسب ود الأساتذة الأوائل والذين ما زالت لهم مكانة في الدولة, وقد صرف لأحدهم على سبيل المثال أربع شيكات بقيمة 11406$ , وصرف لأخر شيك بمبلغ 3965$. وصرف لأساتذة نقابيين أيضاً مبالغ لم يصرفها لغيرهم من أعضاء هيئة التدريس, فعلى سبيل المثال صرف لأحدهم شيك بقيمة 3150$ , وصرف لأخر شيكين بمبلغ 4102$.
10- هناك العديد من المخالفات التي انعكست سلبا على الوضع الاكاديمي والعلمي بالجامعة, وتحاشيا للاطالة سنشيرالى أبرز الانطباعات التي ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال عن انجازات هذه الشخصية, وذلك من خلال التالي:-
• اول رئيس لجامعة صنعاء يعمل على تدميرها .
• اول رئيس جامعة يفقد مصداقيته بسبب كذبه ومماطلته في كل شي، وعادته بكتابة اوامر صريحة ويعقبها اتصالا بالمدير أوالموظف المختص بعدم تنفذها.
• أول رئيس جامعة يسيىء إلى جامعته لعدم تفعيله الاتفاقيات التي وقعها باسم جامعة صنعاء مع العديد من الجامعات الأقلمية والدولية. وقد أظهرت بعض تلك الجامعات استيائها بوضوح, خاصة بعد تجاهل رئيس الجامعة لها وعدم تكليف نفسه حتى بالاعتذار.
• أول رئيس جامعة يسافر أكثر من وزير خارجية بلاده إلى الخارج. وياليت تلك السفريات الكثيرة جداً قد عادت بالفائدة على الوطن كما هو حال سفريات وزير الخارجية, بل ان سفريات رئيس الجامعة لم تثمر عن شيىء سوى العبث بالمال العام.
• اول رئيس جامعة يلغي صلاحيات الامانة العامة الادارية والمالية ويسحب الختم الرسمي الى مكتبه. ويدخل توقيعه على شيكات نيابة الدراسات العليا وغيرها من المراكز.
• اول رئيس جامعة يستخدم الاعراف والمفاهيم القبلية في التعامل مع الاخر وفي حل القضايا الاكاديمية, وبطريقة حتى تسيء لتلك الأعراف والمفاهيم. فعلى سبيل المثال يأكد التزامه بعمل كذا وكذا من خلال قوله: " في وجهي" (ويضع سبابته في خده), ويأكد لمن طلبه شيء أن طلبه مجاب بقوله: " عليت ياذاك " (ويضع يده في كتفه الأيمن) وبعد ذلك لا يلتزم بأي شيء. فلا التزم بالأعراف والقوانين الأكاديمية, ولا بالأعرف أو التقاليد المجتمعية الشعبية بما تحمله من قيم.
• اول رئيس جامعة يسئ الى رموز الدولة ويقدمهم بشكل يسيء إليهم في تصرفاته وتجاوزاته من خلال الاستدلال بشخصهم, وبعلاقته بهم.
• أول رئيس جامعة يتقمص شخصية زعامية تظفي على نفسها هالة من النفوذ المتكلف لما يتمتع به من مناعة وما يحيط نفسه من حراسة من العسكريين والمدنيين (جندي بزي رسمي, وثلاثة بزي مدني) الذين يشكلون دائرة دون الاقتراب منه والتهكم على من يحاول ايقافه من زملائه أو غيرهم للحديث معه واستخدام العنف ضد من يتخطى أفراد الحراسة حتى للسلام. واستكمال هذه الأبهة باخراج النائب الأكاديمي من مكتبه وملاحقه وضمهم الى مكتبه ليصبح أكبر مكتب لرئيس جامعة منذ تأسيس المبنى, وعلى من يريد مقابلته أن يمر بأكثر من محطة توقف (انتظار) عبر المكاتب التي يؤدي كل منها للأخر فيما يشبه المتاهات, ربما لإختتيار مدى احتمال الزائر للضغوطات النفسية قبل أن يتشرف بمقابلة صاحب السعادة رئيس الجامعة. هذا ان تمت المقابلة لأنه في الغالب يكون قد خرج من الباب الخلفي.
• أول رئيس جامعة يداوم كل يوم في الفترة المسائية دون أن يكون لذلك الدوام أية فائدة تنعكس على التعليم وخدمة الجامعة سوى تبذير الأموال لتي تصرف له ولعدد كبير من موظفيه ومرافقيه كأضافي ومأكولات ومشروبات وغيرها.
• أول رئيس جامعة يسيء لحملة الدكتوراه من الأكاديميين, بسبب سوء ادارته وعبثه بالمال العام وسلوكياته المنافية للسلوك والقيم الأخلاقية والأكاديمية.
• أول رئيس جامعة يجعل من سائقه شخصية تتمتع بثقل وتأثير وبنفوذ داخل الوسط الجامعي وعلى كل المستويات: المالية والادارية والأكاديمية. ولعل ذلك هو ما دفع الكثير تسميته بالأستاذ الدكتور ناصر الذيفاني (السائق).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق