الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

من سينقذ التعليم منه؟

رداد السلامي

لم تكن الصدف وحدها من وضعته ليكون في موقع لا يستحقه غير ان وضع البلاد وما تعيشه من واقع متردي هي الصدفة الأجمل التي التي هيئت له ذلك.. طميم الذي عين رئيسا لأعلى مؤسسة أكاديمية في البلاد "جامعة صنعاء" لم يأتي ليؤدي واجب وطني كما ستكشف لنا السطور اللاحقة ، لكنه جاء ليشبع حنين مكبوت وفجوة نقص متسعة مشدودة إلى البروز على واجهة الحياة العامة. إنه الوطن الذي استبدت به قيادات جاهلة وأنصاف متعلمين يقاد الى مشانق الخواء والتخلف ويحقن بأمصال الموت البطيء ليدفن بعدها في مقبرة التاريخ دون أي نهوض او فعل حضاري يذكر..فا لكيفية التي عين طميم بها رئيسا للجامعة تثير فيك الأسى حين تكتشف فداحة ذلك وتتركك نهبا لوساوس التفكير والدخول في متاهة تساؤلات لا إجابة عليها، فرئاسة هذه المؤسسة العملاقة يجب ان يختار بدقة وعناية فائقين لأن التعيين الجيد القائم على أسس علمية واكاديمية ينبني عليه أداء جيد ومخرجات قادرة على تجسيد التعليم وتلبية مستجدات الواقع ومواكبته. فبحسب لائحة الجامعات اليمنية يجب ان يتوفر في من يرأس جامعة "أي جامعة" سفر طويل من التحصيل المعرفي والعلمي والخبرة الموغلة في تفاصيل الإدارة والقيادة والعديد من البحوث المنشورة في مجلات علمية محكمة ..كما ان المسؤلية الوطنية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار تقتضي ذلك بعيدا عن التعيين القائم على انتماءات سياسية وحزبية ضيقة كما ان إدارة مثل هذه المؤسسات لا توكل الى قاصرين وانانيين فبحسب لائحة الجامعات اليمنية يجب ان تنطبق هذه الشروط المذكورة آنفا عى من سيرأس أي جامعة ومنها جامعة صنعاء لكن قرار تعيين طميم جاء مخالفا لشروط اللائحة وشكل خرقا قانونيا لها أدى إلى بروز أداء مختل وقاصر عمل على عرقلة العملية التعليمية ولم يبقيها فقط على ما كانت عليه من قبل بل زاد من تأزمها .. تستهوية السطحية وتشده الألوان الباهتة ..الشكل هو البارز في كل تفاصيل خارطة التفكير لديه وكذلك أداءه المختل يلف الحالة "الديكورية " حوله غطاء" أنيقا " يخفي ممارسة إدارية فاشلة وعقلية فارغة انتجت مردودات مختلة كنتيجة منطقية لتعيين غير موفق بعيدا عن مضمون القوانين واللوائح المنظمة لنيل مثل هكذا منصب. يهتم طميم جدا بمظهره ..يصبغ شعره ويفرده جيدا.. يجيد فن انتقاء ربطة العنق التي تتدلى من رقبته كحبل المشنقة ..متسرع في اتخاذ القرارت دون روية تعمل على استعادة المنطق والوعي بها بعيدا عن حالة الطيشان والفلتان وفي اول يوم من تعيينه قام مباشرة بإبراز سطحية إدارية حيث قام بتأثيث مكتبه بمبلغ 30 الف دولار وجعل له خمسة أبواب ومن أي باب دخلت كما يقول المقالح في مدح صنعاء" سلام عليك".. لكن الذين اقتربوا منه كما يقولون لايجيد فن"السلام" بقدر ما يجيد فن سرد الكلام السيء والتطاول على الآخرين فهو يهدد كل من خالفه بحزب السلطة قائلا" عاد اوريكم زب المؤتمر"!! "نثر الوعود" قصيدة نثرية باذخة بالأماني العذبة و الأحلام الجميلة والصور المتناسقة فهو يظن ان المبالغة في كيل الوعود وصبها صبا دون فرملة للسانه تضفي عليه في العيون ارتفاع ومهابة ..لكنك تكتشف أن وعود"طميم" وعود "عرقوبية" لايتحقق منها إلا ما يعود عليه بالربح والمكانة.. نزعة السيطرة والتحكم توعل في ذاتية عاشت محرومة من منطق الأمر والنهي كممارسة تشعره بالفوقية فكثير ما تقمص دور المنفذ مطبقا قاعدة شاذة يتداولها المجتمع "تمسكن حتى تتمكن" ولذلك عاش متمسكنا ومحتقنا بهذه العقدة النفسية لتظهر بعد توليه رئاسة الجامعة على شكل تغيرات وتصفية حسابات مع اناس لم يكونوا له يوما خصوما حيث الغى توقيع نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب من السندات المالية والشيكات كما أنشأ ثلاث إدارات عامة تابعة لمتكبة مباشرة وسمى إحدة هذى الإدارات بإدارة "السيطرة والتحكم" . ولتوافقة الذاتي المحشو بالعقد النفسية وأحاسيس النقص مع بعضهم فقد قام بتعيين شخصيات كان قد استبعدهم سلفه لعدم كفائتهم في الإدارة وضعف مؤهلاتهم مدراء عموم لالشيء إلا لأن النظير يجذب إليه النظير .. استغلال الموقع للربح هي نظرة "برجماتية" متأصلة فيه فقد أكد ذات مرة أن مرحلة الجامعة بالنسبة له مرحلة منافسة واستثمار لذلك فهو يعمد إلى إدراج اسمه في أي لجنة وفي كل كشوفات بدل جلسات أو مكافئات كما يدرج سائق سيارته الشخصي الذي رفعه إلى مكانته فهذا السائق بحسب البعض يأمر وينهي "ويشخط وينخط" ولايرد له طلب بل ويتصرف في شؤوت الجامعة ..وعلى غرار "وابني يزيد يارسول الله" قام بتخصيص سيارة إدارة العلاقات العامة لزوجته .. لايثق بالآخرين ويمارس لعبة الشك بجدارة فائقة لا لأن الشك سيؤدي به إلى اليقين فاليقين لا يعرف إلى تفكيره طريقا ، لكن شكوكه بالاخرين تنبع من فلسفية نفسية مهزوزة لاتثق بذاتها فشعوره أن وجوده على قمة أعلى مؤسسة أكاديمية في الوطن ليس كفؤا لها وإنما أفاق ذات حلم فوجد نفسه في قمتها وأن هذا الوجود كان محض خطأ لقطعة شطرنج حركها لا عبون فاشلون يجهلون قواعد اللعبة.. لذلك فالوجود الضعيف يتمظهر من خلال استعراض وتبجح آت من خارج نطاق الذات الضعيفة الفاقدة لمناعة التموضع على ما هو عليه من وجود فقد عمد طميم إلى توثيق علاقته بمدير مكتب الرئيس مباشرة كما يظهر أمام الآخرين وباستمرار على أنه على تواصل مع رئيس الجمهورية فكثيرا ما يردد امامهم "اتصل بي الفندم امس" فعدم ثقته بنفسه وأنه يستحق أن يكون في "محل رفع فاعل" جعله يلجأ تسول نفوذ التظام ورموزه.. حول طميم أمن الجامعة إلى عصابات لها عيون حمراء حد قوله يحركها كيف شاء ويستخدمها لافشال الآنشطة الطلابية فذات مرة أقام الانحاد العام لطلاب اليمن فعالية احتفالية للطلاب كان سيحضرها الفنان المبدع " محمد الأضرعي" إلا أن طميم حين علم بذلك امر الأمن بمنع دخول الأضرعي وهدد الطلاب بقتله قائلا :"با أدي الضوؤ الأخضر لحمران العيون يوروكم" زيارته لمطعم " الشيباني" بحدة أكثر من زيارته لمعامل الجامعة الخربة ومكتباتها.. حضور شكلي لم يصلح وضع ولم يرتقي بتعليم .. هذا هو طميم رئيس جامعة صنعاء.. ما كتبناه عنه مقتضب وسريع ..وهذه هي الجامعة المؤسسة العملاقة منبع الوعي والفكر والممارسة الديمقراطية الواعية يقودها "طامة كبرى" جاء من الهواء والفراغ محملا بالغبار والرمال تخرج منه رائحة" الخزامى" ..مصاب بجفاف ثقافي ومعرفي يفتقر إلى أبجديات العمل الإداري ويدير الجامعة بعقلية قبيلي من الدرجة الأولى .. وما خفي كان أعظم
--------------------------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق