الجمعة، 23 أكتوبر 2009

تفاعلاً مع "أكاديميين ضد الفساد"..



منصور عون




في البداية سوف أتحدث عن العبارة التي قرأتها في صحيفة المصدر (العدد الماضي) حول الفساد الذي يمارس داخل جامعة صنعاء، هذه العبارة للرئيس الفرنسي شارل ديجول عندما وصل للحكم وفرنسا تعاني من الفساد وكاد أن يقضي عليها فسأل: هل وصل الفساد إلى الجامعات؟ فقيل له (لا): فقال هناك إمكانية كبيرة لإصلاح الأوضاع.


هل يا ترى الفساد قد وصل إلى الجامعات اليمنية؟ هذا السؤال يوجه للهيئة العليا لمكافحة الفساد، هي تعلم بكل شيء وتعرف بأن هناك فساداً وفاسدين. وهذه المؤسسات التعليمية والتربوية تعتبر من أهم المؤسسات لأنها مرتبطة ببناء الإنسان، فهي تربي وتعلم الأجيال القادمة الذين سوف يكونون في المستقبل الآباء والمعلمين والمربين وقيادات المؤسسات التعليمية والتربوية وقيادة هذا الوطن، وأي فساد أو خلل داخل هذه المؤسسات سيكون له أثر سلبي على بقية المؤسسات ويعتبر اغتيالاً لمستقبل أجيال ومستقبل وطن.


الموضوع الذي كتب في صحيفة "المصدر" الأسبوع الماضي عن الفساد داخل جامعة صنعاء كُتِب من خمسة أكاديميين، وهم في منظمة داخل الجامعة لمحاربة الفساد، هل يا ترى سيكون هناك دور إيجابي من قبل الهيئة العليا لمكافحة الفساد في طلب رئيس جامعة صنعاء والتحقيق معه عن الفساد داخل الجامعة أم أن الهيئة العليا تنتظر القرار السياسي لطلب رئيس جامعة صنعاء والتحقيق معه؟ إذا لم يكن هناك دور إيجابي لهذه الهيئة فما على الحكومة إلا أن تغير لوحة الهيئة العليا لمكافحة الفساد إلى لوحة هيئة مكافحة الجراد، لأن الفساد غير موجود في اليمن والموجود في اليمن هو الجراد، وبالتالي سيكون من السهل محاربة الجراد. الفساد موجود في إسرائيل وفرنسا والدول المتقدمة، فقد لاحظنا في الأيام الأخيرة في فرنسا وإسرائيل محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وأحد الوزراء في فرنسا من ناحية أخرى. ما هو دور نقابة أعضاء هيئة التدريس داخل الجامعة؟ هل يقتصر دورهم في مطالبة الجامعة بالكمبيوترات؟ هل هذا هو عمل النقابة؟ أين دورهم من هذا الفساد والخلل الوظيفي داخل الجامعة؟ هناك تعيينات لعمداء كليات بعيدين عن التخصص، هل يجوز أن يعين عميد كلية تربية ولا علاقة له بالتربية، فقد يكون تخصصه هندسة أو تخصصه تلفزيون وإعلام في هذه الكليات! عندما يتم تعيين عميد لكلية التربية يجب أن يكون هذا العميد على الأقل لديه شهادة بكالوريوس من كلية التربية. أين الدور الإيجابي للنقابة في محاربة الفساد داخل البعثات! هناك فساد واضح. أعداد كبيرة من مبعوثي جامعة صنعاء في أوروبا تتخصص ربما في دراسات إسلامية ولغة عربية وتاريخ. أحد المبعوثين من كلية التربية دراسات إسلامية استمر في دراسته للماجستير والدكتوراه 26 عاماً! وهناك من المبعوثين "تبادل ثقافي" أي أن المقعد مجاني ومع هذا نجد أن لديه رسوم دراسية تقدر بعشرة آلاف دولار سنوياً، ومن المبعوثين الذين قد تجاوزت فترتهم أكثر من خمس عشرة سنة ويعملون في الخارج ولم تتخذ الجامعة أي إجراء ضدهم للعودة إلى جامعة صنعاء، راتب من جامعة صنعاء، وراتب بالدولار، ورسوم دراسية، وعمل في الخارج.


أين الدور الإيجابي للنقابة عندما يتم تعيين معيدين دون أن تنطبق عليهم الشروط القانونية؟ أين الدور الحقيقي تجاه هذا الفساد الذي يقدر بالمليارات.


أين دور نقابة الموظفين تجاه الموظفين الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة؟ راتب الموظف لا يكفي لإيجار شقة بالرغم من أن الدولة تنفق ميزانية تقارب عشرة ملياراً سنوياً، بالإضافة إلى أكثر من مليارين مخصصات التعليم الموازي، أليس من حق الموظفين تحسين ظروفهم المعيشية من مخصصات التعليم الموازي!


ما هو موقف وزير التعليم العالي من هذا الفساد داخل الجامعة، هل يا ترى أثرت فيه الصدمة القوية التي حصلت له من موقف تغيير رئيس جامعة الحديدة والتي إلى اليوم لا يوجد لها رئيس بديل.


هل سيظل وزير التعليم العالي مكتوف اليدين دون تدخل لإنقاذ هذه الجامعة من الفساد والخلل الوظيفي؟ في السنوات الأخيرة دمرت كل الملاعب داخل جامعة صنعاء؛ ملاعب كرة القدم والسلة والطائرة مع المدرجات وأيضاً ملعب تنس أرضي مصبوب، ودمرت كلما بنته كلية الزراعة خلال 25 سنة. كنت أتمنى من خلال السفريات المتعددة لرئيس الجامعة أن يستفيد من تجارب الجامعات الأخرى في الدول العربية والأجنبية وينقل هذه التجارب إلى اليمن، لكن للأسف كل شخص في هذا الوطن تهمه مصالحه الشخصية فقط وكيف يجني الملايين من الدولارات.


في الأخير.. نأمل من الحكومة استدعاء رئيس الجامعة إلى مجلس النواب، فهناك ملف فساد متعلق برئيس الجامعة مضى عليه شهور دون استدعائه، مع الأخذ بالتقرير الذي أعد من مجموعة من الأكاديميين في الجامعة بخصوص فساد بالمليارات. نريد أن نشاهد كل فاسد أمام شاشة التلفزيون بحيث يكون عبرة لكل من يريد أن يعبث بأموال هذا الوطن.
http://www.almasdaronline.com/index.php?page=news&article-section=10&news_id=2635

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق