أحمدغراب (صحيفة السياسية 10 اكتوبر 2009)
بقلم: (مجموعة من دكاترة جامعة صنعاء)تحكي كتب التاريخ أن الفساد كان ينخر في أجهزة الدولة الفرنسية وكاد أن يقضي عليها, وعندما جاء شارل ديجول إلى الحكم سأل: "هل وصل الفساد إلى الجامعات؟" فقيل له "لا" فقال: "هناك إمكانية كبيرة لإصلاح الأوضاع" .
أين تذهب موارد جامعة صنعاء وميزانيتها؟
تشير دراسة أعدها نخبة من الأكاديميين في المؤتمر الشعبي العام ركزت على حساب واحد فقط من حسابات الجامعة وهو حساب الموازي بالدولار وليس حساب الموازي بالريال، او حساب التعليم عن بعد بالريال السعودي أو حسابات الموازنة، ان إيرادات هذا الحساب بلغت حتى منتصف أغسطس 2009 اثني عشر مليونا ومائتي ألف دولار أمريكي، وبحسب اللائحة فإن نصف المبلغ كان ينبغي ان يحول إلى الكليات بحيث يكون نصيب كليات الطب والأسنان والصيدلة والهندسة حوالي خمسة مليون دولار كونها ساهمت بحوالي 85 في المائة من إيرادات الحساب لكن ما صرفه رئيس الجامعة على تلك الكليات بلغ 7.37 في المائة من ذلك المبلغ.
لم يتجاوز ما أنفقته رئاسة الجامعة من حساب الموازي على كافة الكليات والمراكز نسبة 11 في المائة أو ما يعادل مبلغ مليون وثلاثمائة ألف، أما المبلغ المتبقي وهو عشرة مليون وثمانمائة الف دولار، فلا احد يعلم بمصيره الا رئاسة الجامعة ؟!
الشيء المبكي والمضحك معا ان بعض الكليات اضطرت إلى إيقاف برامج الدراسات العليا نظرا لحاجاتها إلى مبالغ زهيدة تتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف دولار كأجور للمحاضرين !!
فيما يلي إليكم مقارنة بسيطة وموثقة بين ما أنفقته رئاسة الجامعة على وجبات الغداء في مطعم الشيباني وما أنفقته على الكليات:
ـ صرفت رئاسة الجامعة لمطعم الشيباني في 2/6/2008 شيكا بمبلغ 10686$، وآخر في 24/3 بمبلغ 4910$ , وصرف في العام الذي قبله ثلاثة شيكات بقيمة 12513$, أي أن المبلغ الذي صرف لمطعم الشيباني هو 28109$ , والمبلغ المذكور أكبر من المبلغ الذي صرف لمركز الإرشاد التربوي خلال أربع سنوات (وهو 24150), وهو أكبر أيضاً أكبر من ما أنفق على مركز تطوير التعليم 18667$, وأكبر من المبلغ الذي أنفق على البحث العلمي مثلا في مركز أبحاث النوع بكلية الزراعة 19270$.
- صرف في عام كامل 2007م على كلية طب الأسنان 6454$ وعلى كلية العلوم 6000$ وصرف على كلية الزراعة 4040$، أي أنه صرف على تلك الكليات التي تفتقر إلى أبسط المتطلبات المعملية 16494$ . وفي نفس العام صرف على مطعم الشيباني وفندق تاج سبأ فقط مبلغ 18564$.
المعامل تفتقر إلى الكثير من المواد والأجهزة والصيانة، وفي إحدى الكليات اضطر بعض الأساتذة إلى إعطاء الطلبة الجانب العملي في معامل مؤسسة المياه لتوفر الأجهزة والمواد فيها. ووصل الأمر في عدد من الكليات العلمية كالعلوم والصيدلة إلى تحميل الطلاب ثمن مواد المعامل، ويضطر بعض الأساتذة في بعض الأوقات إلى شراء بعض المواد الكيميائية ليتمكنوا من تعليم طلابهم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق