الخميس، 11 فبراير 2010

كلية التربية بمأرب.. صرح علمي يحتضر منذ ‏مولده!!‏
صحيفة السياسية 31    يناير 2009
مأرب (سبأ)- تحقيق: شروق معتوق-عبد الحميد ‏الشرعبي
 
تشهد محافظات أمانة العاصمة وصنعاء ومأرب ‏والجوف بين حين وآخر أزمات خانقة في مادة الغاز ‏وفي المشتقات النفطية، والسبب في غالبه وجود ‏قطاعات قبلية من قبائل مأرب تطالب بتوظيف أبنائها ‏في الشركات النفطية اغلبهم بدون مؤهلات وبعضهم ‏يحمل الثانوية العامة فيما النادر منهم يحمل مؤهلا ‏جامعية، ويصعب على الدولة رفع تلك القطاعات بالقوة ‏حتى لا تتطور الإحداث إلى الأسوأ وتتوسع كصراع ‏بين الأجهزة الأمنية والقبيلة، كما يصعب الاستجابة ‏لمطالب توظيفهم ما يدخلوهم في مورثون مفاوضات ‏طويلة.‏

وأبدى عميد كلية التربية والعلوم والآداب بمحافظة ‏مأرب التابعة لجامعة صنعاء الدكتور عبد الواسع ‏الحميري، تخوفه من النتائج العكسية لهذه الكلية التي ‏كان يعول عليها إيجاد جيل من أبناء محافظات مأرب، ‏شبوة، والجوف، يحملون مشعل العلم والتنوير في ‏أوساط قبائلهم لتغيير كثير من المفاهيم والسلوكيات ‏الخاطئة كالثارات والقطاعات والتقطعات القبلية ‏والاختطافات، إلى جانب تسريع عملية التنمية لهذه ‏المحافظات النائية.‏

ويشير إلى أن مصدر الخوف يأتي من تحول الكلية ‏التي من المقرر أن تتخرج الدفعة الأولى منها هذا ‏العام، إلى جزء من المشكلة لا جزءا من الحل، ورافدا ‏قويا للقطاعات والتقطعات القبلية بالشهادات الجامعية ‏التي تمنحها لخريجيها للضغط على الدولة من أجل ‏توظيفهم، وهم لم يتأهلوا في هذه الكلية التأهيل ‏المناسب ولم يدوسوا معظم المواد التخصصية ولم ‏يعدوا بحثا علميا واحدا أو اجروا تجربة عملية في ‏معمل نظرا لغياب أدنى مقومات التعليم العالي في هذه ‏الكلية.‏

في هذا الاستطلاع تحاول "السياسية" تسليط الضوء ‏على أوضاع الكلية باعتبارها صرح علمي يجب أن ‏ترتقي كحد أدنى إلى مستوى الاسم الذي تحمله، لعلها ‏تجد من ينتشلها ويصحح مسارها.‏


مطالب وشكاوى طلابية:-‏
خلال الشهرين الماضيين تصاعدت موجة السخط ‏الطلابي إلى جانب أعضاء هيئة التدريس على أوضاع ‏الكلية السيئة والتعليم المتردي فيها، وتجاوزت حركة ‏اعتصامات الطلاب وشكاويهم بتوفير الحد الأدنى من ‏مقومات التعليم والتأهيل، من قاعات دراسية ومدرسين ‏ومعامل للتطبيق، ومكتبة للإطلاع، عمادة الكلية إلى ‏قيادة المحافظة ثم أعضاء مجلس النواب عن المحافظة ‏وتطور الأمر مؤخرا للاعتصام أمام رئاسة جامعة ‏صنعاء والهيئة العليا لمكافحة الفساد.‏

تقول الطالبة "هناء" منذ الصباح نبدأ أنا وزميلاتي ‏رحلة السفر إلى الكلية من مديرية الجوبة على بعد 50 ‏كم، لنفاجأ هنا إن المادة في الجدول مازلت بدون أستاذ ‏رغم الوعود المتكررة بتوفيره أو أن القاعة التي ندرس ‏بها بالإعارة في المعهد الصحي أو مبنى المحافظة، ‏مغلقة في وجوهنا أو أن الدكاترة مضربون للمطالبة ‏بمستحقاتهم وأجور ساعات التدريس، ونعود آخر ‏النهار دون أي تحصيل علمي".‏

وتضيف نحن الآن على وشك التخرج ومواد ‏تخصصية لم ندرسها منذ السنة الأولى حتى ألان ‏وترحل لعدم وجود مدرسين، إلى جانب أننا لم ندخل ‏المعمل للتطبيق العملي يوما ما على مدى أربع سنوات ‏لغياب المعامل والمواد المعملية".‏
من جهته يقول الطالب عباس صالح الحدي (مستوى ‏رابع كيمياء): "نحن الآن في مستوى رابع ولم ندرس ‏أغلب المواد العملية بسبب عدم وجود أو توفير المواد ‏والأدوات المخبرية في المعمل إضافة لعدم توفير ‏دكاترة لبعض المواد التخصصية الأساسية.‏

مأساة أخرى يحكيها الطالب أحمد علي (مستوى رابع ‏حاسوب) بقوله: "تخيل أنا الآن على وشك التخرج من ‏قسم الحاسوب ولم أتدرب على جهاز حاسوب حتى ‏الآن، ويؤكد أن مناهج معاهد تعليم الحاسوب بالدورات ‏أقوى من مناهج قسم الحاسوب بالكلية، فعلى الأقل ‏تدرس تلك المعاهد الطالب وتمكنه من التطبيق ‏العملي".‏

أما والد الطالب علي محمد علي عباد فيحمل ‏المسؤولية الجامعة لعدم تعليم ابنه وبقية زملائه وتوفير ‏المعامل خلال السنوات الثلاث الماضية، ‏ويستاءل:"ولدي الآن في مستوى رابع وما جابوا له ‏حتى الآن معامل متى عاد سيحضروها عندما يتخرج؟"‏

مسار خاطئ

أن تطأ قدميك بوابة الكلية تقع عينيك على مبنى عتيق ‏متهالك، وعندما تتوغل تجد الغرف الصغيرة التي تم ‏تسميتها قاعات لا تتجاوز كل منها 3 في 3 أمتار، ‏جدرانها مخلوعة وسبوراتها ترك مرض (الكاد) آثاره ‏على وجهها، وشبابيكها وأبوابها تعاني الشيخوخة.‏

يقول الدكتور عبد الله النجار العميد السابق للكلية:"إن ‏نشأة هذه الكلية كان قرارا سياسيا صدر عام 2006 ‏عن رئيس الوزراء السابق عبد القادر باجمال تنفيذا ‏لتوجيهات فخامة الرئيس علي عبد الله صالح -رئيس ‏الجمهورية-، والذي جاء ليعكس وعي القيادة السياسية ‏وإدراكها المبكر بالمدخل الصحيح لحل الكثير من ‏المشكلات التنموية والاجتماعية والأمنية التي تعاني ‏منها محافظات مأرب، شبوة، والجوف، وأثرت في ‏بعض جوانبها على الاقتصاد الوطني وبعضها على ‏سمعة اليمن، أبرزها الثأر والقطاعات القبلية ‏والتقطعات والاختطافات.‏

وأضاف: "رغم أن لجنة الإعداد والتحضير لهذه الكلية ‏التي شكلها وزير التعليم العالي الدكتور صالح باصرة ‏برئاسة الدكتور عبد الكريم العبيدي وكنت عضوا فيها ‏وأنا اشغل عميدا لكلية الألسن بجامعة عمران، لم تجد ‏اللجنة مبنى للكلية يفي بالغرض في المحافظة، سوى ‏معهد تأهيل المعلمين والذي كان جزءا منه يشغل معهد ‏مهني أيضا، وهو مبنى متهالك وأوصت بسرعة إجراء ‏الترميمات اللازمة للمبنى وتهيئته لتبدأ فيه الكلية بشكل ‏مؤقت حتى يتم تحديد مساحة ارض لها وإنشاء مبان ‏فيها، وقدرت اللجنة المشكلة من إدارة المشاريع ‏بالجامعة التكلفة للترميم بمبلغ 20 مليون ريال، وبناء ‏عليه وجه الوزير في محضر رسمي، رئاسة جامعة ‏صنعاء بتاريخ 14 مارس 2006 بصرف مائة ألف ‏دولار لترميم المبنى وبدون تأخير".‏

واستطرد الدكتور النجار"ولكن ذلك التوجيه لم ينفذ ‏وفتحت الكلية- التي عينت عميدا لها- أبوابها لاستقبال ‏الطلاب الراغبين في الانتساب إليها للعام الدراسي ‏‏2006- 2007، والمبنى غير جاهز وغير مؤهل ‏على أمل أن يتم تأهيله لا حقا ولم يحدث ذلك حتى ‏ألان".‏


ندرة القاعات

من جانبه عميد الكلية الحالي الدكتور عبد الواسع ‏الحميري الذي تم تعيينه أواخر العام 2008، أوضح ‏أن مشكلة ندرة القاعات الدراسية تزداد حدتها كل عام ‏مع استقبال الكلية  دفع جديدة إلى أقسامها الـ15، ‏منوها إلى أن العمادة تستعين حاليا بقاعات ‏للمحاضرات في المعهد الصحي وقاعة ديوان المحافظة ‏كحل مؤقت حتى يتم بناء قاعات جديدة أو هناجر من ‏حصة المحافظة من موارد الدعم النفطي بحسب وعود ‏قيادة المحافظة ومتابعتها لذلك.‏
إلا أن الطالبان عمر وعبد الله يؤكدان أن تلك القاعات ‏المستعارة توصد في بعض الأحيان في وجوههم ‏وزملائهم من قبل إدارات تلك الجهات أو الحراس ما ‏ينتج عنه حرمانهم من إقامة المحاضرة المقررة رغم ‏تجشمهم عناء الترحال والانتقال من مناطقهم البعيدة.‏


صراع الإرادة

وينفي  الدكتور عبد الله النجار مسؤوليته عن فتح عدد ‏كبير من الأقسام بخلاف القانون دون وجود هيئة ‏تدريسية لعملها، ويقول: "الأقسام فتحت بموجب ‏اقتراحات لجنة الإعداد والتحضير وبنفس مسمياتها، ‏والتي عمدت في محضر الاجتماع الموسع الذي انعقد ‏في منزل وزير التعليم العالي في مارس 2006، وضم ‏لجنة الإعداد والتحضير ومحافظ مأرب السابق عارف ‏الزوكا، ورئيس جامعة صنعاء خالد طميم، وأعضاء ‏مجلس نواب من المحافظة، حيث أقر أن تبدأ كلية ‏التربية والعلوم والآداب بمأرب بعدد 15 قسما لتكون ‏نواة لجامعة مستقبلية، وأن توفر جامعة صنعاء للكلية ‏في العام الأول 15 عضو هيئة تدريس من حملة شهادة ‏الدكتوراه وما فوق وثمانية معيدين إلى جانب التعاقد ‏مع العدد الكافي من الدكاترة للعمل بنظام الساعات ‏وتشجيعهم بالحوافز اللازمة للنزول إلى مأرب، ولكن ‏بدأت الكلية بعدد 10 مدرسين فقط وتم التعاقد مع عدد ‏من الدكاترة بنظام الساعة أما الكادر الإداري فقط تم ‏تأمينه بانتداب عددا من الموظفين من مكتب التربية في ‏المحافظة والتعاقد مع عدد أخر.‏

ويضيف: "المشكلة بدأت في الترم الثاني من العام ‏الأول برفض رئاسة جامعة صنعاء صرف مستحقات ‏المدرسين بنظام الساعة بموجب الاتفاق ما دفعهم إلى ‏الإضراب للمطالبة بحقوقهم وبالتالي رفض آخرون ‏التعاقد بنظام الساعة مع الكلية بعد سماعهم بما جرى ‏مع السابقين إلا القليل، وفي العام الثاني تعمقت المشكلة ‏وبدلا من تعزيز الكلية بمدرسين آخرين تم نقل ‏عضوين من هيئة التدريس في الكلية من قبل رئاسة ‏الجامعة إلى كليات أخرى في أمانة العاصمة ما ‏ضاعف العجز وزاد عدد المقررات التي لا يوجد لها ‏مدرسين وتم ترحيلها لعلها تدرس في سنوات أخرى، ‏وتلك الأسباب إلى جانب أن وزارة المالية اعتمدت  ‏درجات للكلية لمعيدين لم تعلم عنها الكلية وتم ‏التصرف بها من قبل رئاسة الجامعة، وعودة أعضاء ‏هيئة التدريس للإضراب للعام الثاني بسبب تراجع ‏رئاسة الجامعة عن اتفاقاتها معهم مرة أخرى حول ‏قيمة احتساب المستحقات وتعطل الدراسة في الكلية، ‏فضلت تقديم استقالتي لعل الكلية تحظى بالاهتمام إذا ‏كانت تلك المشاكل تزرع لأسباب متعلقة بشخصي ‏وتعبر عن مواقف اتجاهي".‏


مراوحة الإضراب

أما الدكتور عبد الواسع الحميري فيقول: "تم تعييني ‏عميدا للكلية خلفا للنجار، وبدأت عملي بتشخيص ابرز ‏المشكلات التي تعاني منها الكلية وتمثلت في خمس ‏مشكلات رئيسية هي: النقص الحاد في أعضاء هيئة ‏التدريس والهيئة المساعدة، نقص القاعات الدراسية، ‏غياب المعامل والمكتبة، انعدام الموازنة التشغيلية، ‏ضعف الكادر الإداري".‏

وقال الدكتور الحميري" ومن أجل تمكين الطلاب في ‏هذه الأقسام من الدراسة وتجاوز هذه المشكلة القانونية ‏اتفقت مع رئيس الجامعة بحل مشكلة نقص هيئة ‏التدريس في الكلية بالتعاقد مع مدرسين من كليات ‏أخرى بنظام الساعة واتفقنا على سعر الساعة للدكتور ‏والدكتور المساعد وبشكل مشجع ما ساعدنا في تسيير ‏أمور الدراسة في الترم الأول بشكل جيد وفي بداية ‏الترم الثاني، رفضت رئاسة الجامعة صرف مستحقات ‏أعضاء الهيئة التدريسية بموجب الاتفاق وما تم صرفه ‏في الفصل الأول وإصرارها على انتقاصها، وعدنا إلى ‏مربع الإضرابات وخلافات المدرسين مع رئاسة ‏الجامعة كما كان في السنة السابقة في عهد العميد ‏السابق.. ما اضطر قيادة المحافظة والسلطة المحلية ‏وأعضاء مجلس النواب للتدخل والالتزام لأعضاء هيئة ‏التدريس بمتابعة مستحقاتهم إلى جانبنا مقابل اختبارهم ‏للطلاب وتسليم النتائج".‏

ويضيف: "ومع بداية هذا العام الذي أصبحت الدفعة ‏الأولى من طلاب الكلية في المستوى الرابع، واجهنا ‏مشكلة رفض الكثير من الدكاترة النزول للتدريس ‏بنظام الساعة بسبب تدني الأجور التي تريد رئاسة ‏الجامعة احتسابها، وألان شارف الترم على الانتهاء ‏وبعض المقررات الدراسية ليس لها أستاذ وبانتظار ‏الحل من رئاسة الجامعة ولا نعلم متى سيأخذ طلاب ‏المستوى الرابع مقرراتهم المتبقية أو التي ليس لها ‏مدرس هذا العام؟!".‏


بك تربية بنظام خمس سنوات:-‏

وحول صحة مخاوف الطالب حسن الحداد من إضافة ‏سنة خامسة لطلاب الدفعة الأولى من الكلية، بخلاف ‏اللوائح والأنظمة المعمول بها في جامعة صنعاء وكل ‏جامعات العالم لمساق البكالوريوس تربية وآداب، يقول ‏عميد الكلية الدكتور عبد الواسع الحميري" منذ السنوات ‏السابقة رحلت على الطلاب مواد ومقررات دراسية ‏لعدم توفر أستاذ لها من سنة إلى أخرى، إلى جانب أن ‏الطلاب الذين أصبحوا في المستوى الرابع لم يعدوا ‏بحثا قط ولم يدخلوا معمل لعدم توفر مكتبة أو معامل ‏في الكلية، وهذا يعني أن تأهيلهم غير سليم، فماذا ‏سيقدم لمجتمعه ووطنه طالب كهذا بعد تخرجه؟!! لا ‏شك انه سيعزز عملية القطاعات القبلية للمطالبة ‏بالتوظيف وتصبح الكلية مددا لهذه السلوكيات القبلية ‏السلبية بدلا من معالجتها، وفي حال توظف هذا ‏الخريج ماذا سيقدم لخدمة مجتمعه والتنمية المحلية".‏

وأضاف العميد" من أجل استكمال تأهيل الطلاب ولو ‏في الحدود الدنيا أمامنا خيارين، الأول تم رفعه إلى ‏رئاسة الجامعة ويتضمن توجيه رئيس الجامعة إلى ‏الكليات العلمية المماثلة في أمانة العاصمة باستقبال ‏الطلاب خلال الإجازة الصيفية لدراسة مواد التطبيق ‏العملي في معامل تلك الكليات، وما زلنا منذ أشهر ‏ننتظر رد رئاسة الجامعة.. وإما الخيار الثاني يتمثل ‏في إضافة سنة خامسة للطلاب الخريجين لاستكمال ‏المقررات التي لم يدرسوها ومواد التطبيق العملي في ‏المعامل وهذا في حال توفير رئاسة الجامعة مكتبة ‏ومعامل للكلية، مع أننا نتخوف من ردود الأفعال.‏


صرح علمي بلا موازنة

الوضع السيئ في الكلية والمتدهور يمكن للزائر ‏ملاحظته عندما يأتي إلى مكتب العميد ويرفع سماعة ‏جهاز التلفون الموضوع على المكتب ليجد انه بدون ‏حرارة.. ويؤكد عميد الكلية إن الحرارة مفصولة عن ‏الكلية منذ العام الماضي بسبب عدم وجود ميزانية ‏تشغيلية وعدم قدرة الكلية على تسديد الفاتورة.. ‏ويضيف مازحا" انقطعت حرارة التلفون وبقيت حرارة ‏السخط والإضرابات للدكاترة على مستحقاتهم ‏واعتصامات الطلاب طلبا لتوفير مطالبهم الدراسية".‏

وفي حين أوضح العميد السابق الدكتور النجار أن ‏الموازنة التشغيلية التي صرفت للكلية خلال عامها ‏الأول بلغت تسعة ملايين ريال خصمت رئاسة الجامعة ‏منها مليوني ريال مقابل النفقات التي قدمتها ‏كمصاريف تأسيس، يؤكد عميد الكلية الحالي الدكتور ‏الحميري إن الكلية حاليا بلا موازنة تشغيلية على ‏الإطلاق تمكنها من مواجهة أية متطلبات طارئة أو ‏نفقات إضافية عدى المرتبات والأجور تدفعها رئاسة ‏الجامعة.‏


حلول مقترحة

في حين يرى طلاب الكلية بعد اعتصامهم قبل أسابيع ‏أمام رئاسة الجامعة دون جدوى، أن الحل يكمن في يد ‏الهيئة العليا لمكافحة الفساد في محاسبة المتسببين في ‏الوضع الذي وصفوه بالكارثي لكليتهم، تعتقد السلطة ‏المحلية بالمحافظة أن الحل يكمن في فصل الكلية عن ‏جامعة صنعاء وذلك ما طالبت به في توصيانها بختام ‏المؤتمر الفرعي للسلطة المحلية المنعقد في مايو ‏‏2009، ويرى أعضاء مجلس النواب ضرورة تكوين ‏مجلس شعبي لدعم الكلية يتكون من مختلف ‏الشخصيات الاجتماعية وقيادة المحافظة والسلطات ‏المحلية وأعضاء مجلسي النواب والشورى من ‏المحافظة وهو ما يجري حاليا التحضير لتأسيسه.‏

عميد الكلية الدكتور عبد الواسع الحميري أشار إلى أن ‏هذه الحلول مهمة ولكنها على المدى البعيد لإيجاد كلية ‏مثالية، ويؤكد أن الكلية تحتاج إلى حلول اسعافية كونها ‏تمر بمرحلة احتضار.. منوها إلى أن العمادة بدأت هذا ‏العام باتخاذ بعض الحلول ولكنها غير كافية وفي ‏مقدمتها علقت هذا العام نحو ستة أقسام علمية من ‏أقسام الكلية الـ 15 وهي الأقسام التابعة لفرع العلوم.. ‏وقال: "ما يزال أملنا في تغطية بقية العجز القائم حاليا ‏بمدرسين بنظام الساعة، ونحن بانتظار وعد رئيس ‏الجامعة برفدنا بالمطلوب".. واستدرك " لكن يبدوا أن ‏الوقت لا يسعفنا ويقتل كل أمل في الحل فالترم على ‏وشك الانتهاء".‏

ويضيف الحميري" بعد موجة الاحتجاجات العام ‏الماضي وتدخل قيادة المحافظة وأعضاء مجلس ‏النواب، تم منتصف الترم الجاري تخصيص تسع ‏درجات وظيفية لأول مرة منذ نشأة الكلية، منها أربع ‏دكتوراه، واثنتين ماجستير وثلاثة معيدين، إلى جانب ‏تكليف عددا من موظفي الجامعة الذين اخذوا الدكتوراه ‏مؤخرا( طب، علوم سياسية، إدارة واقتصاد، زراعة ‏وإعلام) للتدريس في الكلية لكننا استفدنا من نحو ‏عشرة دكاترة منهم يحملون مؤهلات قريبة من ‏التخصصات المطلوبة، علما بان الكلية تحتاج كحد دنى ‏إلى 35 درجة دكتوراه، و35 درجة بين معيد وفنيّ ‏على الأقلّ لحل المشكلة.‏


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق